الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 258 ] باب الحيض وهو دم طبيعة وجبلة

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          باب الحيض .

                                                                                                                          وهو مصدر : حاضت المرأة تحيض حيضا ، ومحيضا ، فهي حائض وحائضة : إذا جرى دمها ، فأصله السيلان ، مأخوذ من قولهم : حاض الوادي إذا سال ، وحاضت الشجرة : إذا سال منها شبه الدم ، وهو الصمغ الأحمر ، واستحيضت المرأة : استمر بها الدم بعد أيامها فهي مستحاضة ، وتحيضت أي : قعدت أيام حيضها عن الصلاة ، ويسمى أيضا الطمث ، والعراك ، والضحك ، والإعصار ، وهو ثابت بالإجماع ، وسنده قوله تعالى ويسألونك عن المحيض [ البقرة 222 ] الآية والسنة ، قال أحمد : الحيض يدور على ثلاثة أحاديث : حديث فاطمة ، وأم حبيبة ، وحمنة ، وفي رواية : وحديث أم سلمة مكان حديث أم حبيبة ( وهو دم طبيعة ) سجية ( وجبلة ) خلقة كتبه الله تعالى على بنات آدم ترخيه الرحم ، إذا بلغت في أوقات معلومة ، يخرج من قعر الرحم ، وليس هو بدم فساد ، بل خلقه الله لحكمة غذاء الولد وتربيته ، وهو مخلوق من مائهما ، فإذا حملت ، انصرف ذلك بإذن الله تعالى إلى غذائه ، ولذلك لا تحيض الحامل ، فإذا وضعته قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ، ولذلك قلما تحيض المرضع ، فإذا خلت عنهما بقي الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ، ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة ، وقد يزيد على ذلك ، ويقل ، ويطول شهرها ويقصر [ ص: 259 ] بحسب ما ركبه الله تعالى في الطباع ، ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ببر الأم ثلاث مرات ، وببر الأب مرة واحدة .




                                                                                                                          الخدمات العلمية