الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب السين مع العين )

                                                          ( سعد ) ( س ) في حديث التلبية لبيك وسعديك أي ساعدت طاعتك مساعدة ، بعد مساعدة ، وإسعادا بعد إسعاد ، ولهذا ثني ، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال . قال الجرمي : لم يسمع سعديك مفردا .

                                                          ( هـ ) وفيه لا إسعاد ولا عقر في الإسلام هو إسعاد النساء في المناحات ، تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النياحة . وقيل كان نساء الجاهلية يسعد بعضهن بعضا على ذلك سنة فنهين عن ذلك .

                                                          ومنه الحديث الآخر قالت له أم عطية : إن فلانة أسعدتني فأريد أن أسعدها ، فما قال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا . وفي رواية قال : فاذهبي فأسعديها ثم بايعيني قال الخطابي : أما الإسعاد فخاص في هذا المعنى . وأما المساعدة فعامة في كل معونة . يقال إنها من وضع الرجل يده على ساعد صاحبه إذا تماشيا في حاجة .

                                                          [ ص: 367 ] ( هـ ) وفي حديث البحيرة ساعد الله أشد ، وموساه أحد أي لو أراد الله تحريمها بشق آذانها لخلقها كذلك ، فإنه يقول لها كوني فتكون .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سعد كنا نكري الأرض بما على السواقي وما سعد من الماء فيها ، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك أي ما جاء من الماء سيحا لا يحتاج إلى دالية . وقيل معناه ما جاء من غير طلب . قال الأزهري : السعيد : النهر ، مأخوذ من هذا وجمعه سعد .

                                                          ومنه الحديث كنا نزارع على السعيد .

                                                          ( هـ ) وفي خطبة الحجاج انج سعد فقد قتل سعيد هذا مثل سائر ، وأصله أنه كان لضبة ابنان سعد وسعيد فخرجا يطلبان إبلا لهما ، فرجع سعد ولم يرجع سعيد ، فكان ضبة إذا رأى سوادا تحت الليل قال : سعد أم سعيد ، فسار قوله مثلا يضرب في الاستخبار عن الأمرين الخير والشر أيهما وقع .

                                                          ( س ) وفي صفة من يخرج من النار يهتز كأنه سعدانة هو نبت ذو شوك ، وهو من جيد مراعي الإبل تسمن عليه .

                                                          ومنه المثل مرعى ولا كالسعدان .

                                                          ومنه حديث القيامة والصراط عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان شبه الخطاطيف بشوك السعدان . وقد تكرر في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية