الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 358 ] النوع الرابع والخمسون : معرفة المتفق والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوها

هذا النوع متفق لفظا وخطا ، بخلاف النوع الذي قبله ، فإن فيه الاتفاق في صورة الخط مع الافتراق في اللفظ ، وهذا من قبيل ما يسمى في أصول الفقه " المشترك‏ " ، وزلق بسببه غير واحد من الأكابر ، ولم يزل الاشتراك من مظان الغلط في كل علم‏ . ‏

وللخطيب فيه " ‏كتاب المتفق والمفترق‏ " وهو مع أنه كتاب حفيل - غير مستوف للأقسام التي أذكرها إن شاء الله تعالى . ‏

فأحدها‏ : المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم‏ . ‏

مثاله‏ : ‏الخليل بن أحمد ستة ، وفات ‏الخطيب‏ منهم الأربعة الأخيرة‏ :

فأولهم النحوي البصري صاحب العروض ، حدث عن ‏عاصم الأحول‏ وغيره‏ ، قال ‏أبو العباس المبرد‏ ‏‏ : فتش المفتشون فما وجد بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم - من اسمه ‏أحمد قبل ‏أبي الخليل بن أحمد ‏‏ ، وذكر التاريخي ‏أبو بكر‏ ‏‏ أنه لم يزل يسمع النسابين والأخباريين يقولون‏ : إنهم لم يعرفوا غيره‏ ، واعترض عليه بأبي السفر سعيد بن أحمد ، احتجاجا بقول يحيى بن معين في اسم أبيه ، فإنه أقدم‏ ، وأجاب‏ : بأن [ ص: 359 ] أكثر أهل العلم إنما قالوا فيه ‏سعيد بن يحمد‏ ، والله أعلم‏ . ‏

والثاني‏ : ‏أبو بشر المزني بصري‏ أيضا ، حدث عن المستنير بن أخضر ، عن معاوية بن قرة‏ ، روى عنه العباس العنبري وجماعة‏ . ‏

والثالث : ‏أصبهاني ، روى عن روح بن عبادة‏ وغيره . ‏

والرابع‏ : ‏أبو سعيد السجزي القاضي‏ ، الفقيه الحنفي المشهور بخراسان ، حدث عن ابن خزيمة ، وابن صاعد ، والبغوي ، وغيرهم من الحفاظ المسندين . ‏

والخامس‏ : ‏أبو سعيد البستي‏ ، ‏القاضي المهلبي‏ ، فاضل ، روى عن الخليل السجزي المذكور ، وحدث عن أحمد بن المظفر البكري ، عن ابن أبي خيثمة بتاريخه ، وعن غيرهما ، حدث عنه البيهقي الحافظ . ‏

والسادس‏ : ‏أبو سعيد البستي أيضا ، ‏الشافعي‏ ، فاضل متصرف في علوم ، دخل الأندلس ، وحدث ، ولد سنة ستين وثلاثمائة‏ ، روى عن أبي حامد الإسفرائيني وغيره‏ ، حدث عنه أبو العباس العذري وغيره ، والله أعلم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية