الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 5 ] كتاب الجنايات

                                                                                                                وهي سبعة : البغي ، والردة ، والزنا ، والقذف ، والسرقة ، والحرابة ، والشرب . وأصلها من الجني ، كأن من فعل أحدها فقد استثمر أخلاقه كما تجنى الثمرة من الشجرة .

                                                                                                                الجناية الأولى

                                                                                                                في البغي والنظر في صفات البغاة وأحكامهم

                                                                                                                النظر الأول : في صفاتهم

                                                                                                                وأصلها لغة : الطلب ، قال الله تعالى : ( ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ) أي : ما نطلب . وفي الجواهر : خصصه الشرع ببعض موارده ، وهو الذي يخرج على الإمام يبغي خلعه ، أو يمتنع من الدخول في طاعته أو يمنع حقا وجب عليه بتأويل . ووافقنا الأئمة على هذا التفسير ، غير أنهم نصوا على [ ص: 6 ] اشتراط الكثرة المحوجة للجيش ، وأن العشرة ونحوها قطاع الطريق ; لأن ابن ملجم لما جرح عليا - رضي الله عنه - قال للحسن : إن برئت رأيت رأيي ، وإن مت فلا تمثلوا به ، فلم يثبت لفعله حكم البغاة . واشترطوا التأويل مع الكثرة والخروج على الإمام ، فجعلوا الشروط ثلاثة ، واختلفوا في الخوارج المكفرين لكثير من الصحابة المستحلين دماء المسلمين وأموالهم ، فقال : ( ش ) و ( ح ) . ( ومتأخرو الجنايات هم : بغاة ، ولمالك في تكفيرهم قولان ، فعلى تكفيرهم يكونون بغاة ) .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية