الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الحجر الأسود

                                                                                                          961 حدثنا قتيبة عن جرير عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق قال أبو عيسى هذا حديث حسن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا جرير ) هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي ثقة ( عن ابن خثيم ) بالخاء المعجمة والمثلثة مصغرا هو عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي أبو عثمان ثقة [ ص: 31 ] قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر ) أي في شأن الحجر الأسود ووصفه ( ليبعثنه الله ) أي ليظهرنه ( له عينان يبصر بهما ) فيعرف من استلمه ( يشهد على من استلمه بحق ) قال العراقي : " على " هنا بمعنى اللام ، وفي رواية أحمد والدارمي وابن حبان يشهد لمن استلمه ، قال والباء في ( بحق ) يحتمل تعلقها بـ ( يشهد ) أو بـ ( استلمه ) ، كذا في قوت المغتذي ، وقال الشيخ في اللمعات : كلمة ( على ) باعتبار تضمين معنى الرقيب والحفيظ ، وقوله بحق متعلق بـ ( استلمه ) ، أي استلمه إيمانا واحتسابا ، ويجوز أن يتعلق بـ ( يشهد ) ، والحديث محمول على ظاهره ، فإن الله تعالى قادر على إيجاد البصر والنطق في الجمادات ، فإن الأجسام متشابهة في الحقيقة يقبل كل منها ما يقبل الآخر من الأعراض ، ويؤوله الذين في قلوبهم زيغ التفلسف ، ويقولون إن ذلك كناية عن تحقيق ثواب المستلم ، وإن سعيه لا يضيع ، والعجب من البيضاوي أنه قال : إن الأغلب على الظن أن المراد هذا ، وإن لم يمتنع حمله على الظاهر ، ولا عجب فإنه مجبول على التفلسف في تفسير القرآن ، وشرح الأحاديث تجاوز الله عنه . انتهى كلام الشيخ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه ابن ماجه ، والدارمي ، قال الحافظ في الفتح في صحيح ابن خزيمة عن ابن عباس مرفوعا إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق وصححه أيضا ابن حبان والحاكم ، وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضا انتهى ، ولو أورد الترمذي هذا الحديث في باب فضل الحجر الأسود لكان أحسن .




                                                                                                          الخدمات العلمية