الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: له معقبات من بين يديه آية 11

                                          [12184] قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: معقبات من بين يديه ومن خلفه

                                          [12185] حدثني أبي، ثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء في هذه الآية له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله قال: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة.

                                          [12186] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا هارون المرادي، ثنا جويبر، عن [ ص: 2230 ] الضحاك ، عن ابن عباس قوله: له معقبات من بين يديه ومن خلفه قال: يعني بالمعقبات: الملوك الذين يتخذون الحرس.

                                          [12187] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة، عن جويبر، عن الضحاك ، عن ابن عباس له معقبات من بين يديه ومن خلفه قال: هم الملائكة تعقب بالليل والنهار تكتب عمل ابن آدم.

                                          [12188] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، أخبرني محمد بن شعيب، أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه له معقبات من بين يديه ومن خلفه فيقال: هم الكرام الكاتبون حفظة من الله على ابن آدم أمروا بذلك.

                                          [12189] حدثنا أبي ، ثنا أبو هريرة محمد بن فراس الصراف، ثنا أبو قتيبة ، ثنا شعبة ، عن شريك، عن عكرمة في قوله: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله قال: الجلاودة.

                                          [12190] حدثنا أبي ، ثنا عبيد الله بن معاذ ، ثنا أبي، ثنا شعبة ، عن شريك، عن عكرمة له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله قال: هذا للأمراء.

                                          قوله تعالى: من بين يديه ومن خلفه

                                          [12191] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس أنه كان يقرأ: له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه.

                                          [12192] حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، ثنا عبد الله بن الجارود، قال: سمعت الجارود بن أبي سبرة قال: دخلت أنا وأبي على ابن عباس بالشام، وقد خرج من مستحم له وقد اغتسل، قال: وإنه مستلق يقول: له معقبات من بين يديه ومن خلفه قال: يا أبا سبرة، ليس هناك المعقبات، ولكن له المعقبات من بين يديه ورقيب من خلفه.

                                          [12193] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي -فيما كتب إلي-، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال: أتى عامر بن الطفيل ، وأربد بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عامر : ما تجعل لي إن أنا تبعتك؟ قال: أنت [ ص: 2231 ] (فارس)، أعطيك (أعنة) الخيل، قال: قط، قال: فما تبتغي؟ قال: لي الشرق ولك الغرب. قال: لا. قال: فلي الوبر ولك المدر، قال: لا. قال: لأملأنها عليك خيلا ورجالا. قال: يمنعك الله ذلك وأبناء قيلة - يريد الأوس والخزرج - قال: فخرجا. فقال عامر : لأربد إن كان الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان ولرضوا بأن يعقله لهم، وأحبوا السلم، وكرهوا الحرب إذا رأوا أمرا قد وقع، فقال له الآخر: إن شئت فتشاورا، وقال: ارجع فإنما أشغله عليك بالمجادلة، وكن أنت وراءه واضربه بالسيف ضربة واحدة فكانا كذلك، وأخذ وراء النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يجادله، فقال: اقصص علينا قصصك، قال: ما تقول؟ قال: قرآنك. قال: فجعل يجادله ويستبطيه حتى قال له: ما لك خمشت؟ قال: وضعت يدي على قائم السيف فيبست فما قدرت أن أخلي ولا أمري ولا أحركها، قال: فخرجنا فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير، فخرجا إليه على كل واحد منهما لامته، ورمحه بيده، وهو متقلد سيفه، فقالا لعامر بن الطفيل: يا أعور، الخبيث أنت الذي يشترط على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ... قال: فلولا أنك في إمارة رسول الله فما رمت المنزل حتى يضرب عنقك، ولكن لا تستبقين، وكان أشد الرجلين عليه أسيد بن حضير ، فقال: من هذا؟ قالوا: هذا أسيد بن حضير . فقال له: لو كان أبوه حيا لم يفعل بي هذا. ثم قال عامر لأربد: اخرج أنت يا أربد إلى ناحية عدية، وأخرج أنا إلى نجد فنجمع الرجال، فنلتقي عليه، فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم بعث الله عليه سحابة من الصيف فيها صاعقة فأحرقته. فخرج عامر حتى إذا كان بواد يقال له: الجريد أرسل الله عليه الطاعون فجعل يصيح، يا عامر أغدة كغدة البكر تقتلك. يا عامر أغدة كغدة البكر تقتلك ومرت أيضا في بيت سلولية، وهي امرأة من قيس. قال: فذلك قول الله: سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظونه تلك المعقبات من أمر الله هذا مقدم ومؤخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، قال: تلك المعقبات من أمر الله.

                                          [ ص: 2232 ] قوله تعالى: يحفظونه من أمر الله

                                          [12194] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري ، ثنا عبد العزيز بن عمران ، عن عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن أبيه، عن عطاء بن يسار قال: أنزل الله في عامر وأربد ما كانا هما به من النبي صلى الله عليه وسلم قوله: معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله

                                          [12195] حدثنا حماد بن الحسين بن عنبسة، ثنا أبو داود ، ثنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله: يحفظونه من أمر الله قال: عن أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه.

                                          [12196] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، وعبد الله بن رجاء قالا: ثنا إسرائيل، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله: يحفظونه من أمر الله قال: يحفظونه حتى إذا جاء القدر خلوا عنه.

                                          [12197] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو بكر بن عياش قال: سألت السدي زمن خالد منذ سبعين سنة عن قول الله: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله قال: يحفظونه مما قدر له إلى ما لم يقدر له.

                                          [12198] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: يحفظونه من أمر الله يقول: بإذن الله فالمعقبات من أمر الله وهي الملائكة.

                                          [12199] حدثنا أبي ، ثنا أبو هريرة محمد بن فراس الصراف، ثنا أبو داود ، ثنا ورقاء، عن منصور ، عن طلحة عن إبراهيم في قوله: يحفظونه من أمر الله قال: من الجن.

                                          الوجه الثاني:

                                          [12200] حدثني أبي، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا مروان ، ثنا جويبر، عن الضحاك ، عن ابن عباس يحفظونه من أمر الله قال: من الموت.

                                          قوله تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

                                          [12201] حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن جهم، عن إبراهيم أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك: إنه [ ص: 2233 ] ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا تحول الله مما يحبون إلى ما يكرهون، ثم قال: إن تصديق ذلك في كتاب الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

                                          [12202] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة قوله: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإنما يجيء التغيير من الناس والتيسير من الله فلا تغيروا ما بكم من نعم الله.

                                          قوله تعالى وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له

                                          [12203] حدثني أبي، ثنا مهل بن عثمان ، ثنا مروان ، ثنا جويبر، عن الضحاك ، عن ابن عباس يعني قوله: وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له قال: فإذا جاء أمر الله لم يغن الملوك الذين يتخذون الحرس منه شيئا.

                                          قوله تعالى وما لهم من دونه من وال

                                          [12204] حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباط ، عن السدي وما لهم من دونه من وال قال: هو الذي يولاهم فينصرهم ويلجيهم إليه.

                                          آخر المجلد الرابع من هذه النسخة من تقسيم الحافظ بن محمد بن عبد الرحمن بن الإمام أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي رحمة الله عليه.

                                          يتلوه إن شاء الله تعالى في أول الخامس قوله: هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا والله عز وجل المسؤول الإعانة على تمامه بحوله وقوته، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا، والحمد لله رب العالمين.

                                          آخر تفسير سورة الرعد.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية