الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            645 - قصة بناء البيت وتعميره مرارا

                                                                                            1727 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، ثنا [ ص: 111 ] سريج بن النعمان الجوهري ، ثنا حماد بن سلمة ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة قال : لما قتل عثمان ذعر الناس في ذلك اليوم ذعرا شديدا ، وكان سل السيف فينا عظيما ، فقعدت في بيتي ، فعرضت لي حاجة في السوق فخرجت ، فإذا في ظل القصر بنفر جلوس نحوا من أربعين رجلا ، وإذا سلسلة معروضة على الباب ، فأردت أن أدخل فمنعني البواب ، فقال القوم : دع الرجل ، فدخلت فإذا أشراف الناس ووجوههم ، فجاء رجل جميل في حلة ليس عليه قميص ولا عمامة ، فقعد ، فإذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ، ثم قال : إن إبراهيم لما أراد بناء البيت ضاق به ذرعا ، فلم يدر ما يصنع ، فأرسل الله السكينة : وهي ريح خجوج ، فانطوت فجعل يبني عليها كل يوم ساقا ومكة شديدة الحر ، فلما بلغ موضع الحجر قال لإسماعيل اذهب فالتمس حجرا فضعه هاهنا ، فجعل يطوف بالجبال فجاءه جبريل بالحجر ، فوضعه فجاء إسماعيل ، فقال : من جاء بهذا ؟ - أو من أين هذا ؟ ، أو من أين أتي بهذا ؟ - فقال : جاء به من لم يتكل على بنائي وبنائك فبناه ، ثم انهدم ، فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاجروا في وضعه ، فقال : أول من يخرج من هذا الباب فهو يضعه ، " فخرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من قبل باب بني شيبة ، فأمر بثوب فبسط فوضع الحجر في وسطه ، ثم أمر رجلا من كل فخذ من أفخاذ قريش أن يأخذ بناحية الثياب ، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده فوضعه " .

                                                                                            قد اتفق الشيخان على إخراج الحديث الطويل عن أيوب السختياني ، وكثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قصة بناء الكعبة أول ما بناه إبراهيم الخليل عليه السلام ، وهذا غير ذاك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية