الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ولاية هاشم الرفادة والسقاية وما كان يصنع إذا قدم الحاج ]

قال ابن إسحاق : فولي الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف ، وذلك أن عبد شمس كان رجلا سفارا قلما يقيم بمكة ، وكان مقلا ذا ولد ، وكان هاشم موسرا فكان - فيما يزعمون - إذا حضر الحاج قام في قريش فقال : يا معشر [ ص: 136 ] قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته ، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله وحجاج بيته . وهم ضيف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد لهم من الإقامة بها ، فإنه والله لو كان مالي يسع لذلك ما كلفتكموه

فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم ، كل امرئ بقدر ما عنده ، فيصنع به للحجاح طعاما حتى يصدروا منها .

[ شيء من أعمال هاشم ]

وكان هاشم فيما يزعمون أول من سن الرحلتين لقريش : رحلتي الشتاء والصيف وأول من أطعم الثريد بمكة ، وإنما كان اسمه عمرا ، فما سمي هاشما إلا بهشمه الخبز بمكة لقومه . فقال شاعر من قريش أو من بعض العرب :

:


عمرو الذي هشم الثريد لقومه قوم بمكة مسنتين عجاف     سنت إليه الرحلتان كلاهما
سفر الشتاء ورحلة الأصياف

قال ابن هشام : أنشدني بعض أهل العلم بالشعر من أهل الحجاز :


قوم بمكة مسنتين عجاف

[ ص: 137 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية