الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 302 ] النوع الموفي أربعين : معرفة التابعين

هذا ومعرفة الصحابة أصل أصيل يرجع إليه في معرفة المرسل والمسند‏ . ‏

قال الخطيب الحافظ‏ : التابعي من صحب الصحابي‏ . ‏

قلت‏ : ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان‏ ، ويقال للواحد منهم : تابع وتابعي‏ . ‏

وكلام الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه ، وإن لم توجد الصحبة العرفية‏ ، والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي ، نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما‏ . ‏

وهذه مهمات في هذا النوع‏ :

إحداها‏ : ذكر الحافظ ‏أبو عبد الله ‏‏ أن التابعين على خمس عشرة طبقة‏ :

الأولى‏ : الذين لحقوا العشرة : سعيد بن المسيب ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو عثمان النهدي ، وقيس بن عباد ، وأبو ساسان حضين بن المنذر ، وأبو وائل ، وأبو رجاء العطاردي وغيرهم‏ . ‏

وعليه في بعض هؤلاء إنكار ، فإن سعيد بن المسيب ليس بهذه [ ص: 303 ] المثابة ، لأنه ولد في خلافة عمر ، ولم يسمع من أكثر العشرة‏ ، وقد قال بعضهم‏ : لا تصح له رواية عن أحد من العشرة إلا سعد بن أبي وقاص . ‏

قلت‏ : وكان سعد آخرهم موتا . ‏

وذكر ‏الحاكم قبل كلامه المذكور‏ أن سعيدا أدرك عمر فمن بعده إلى آخر العشرة‏ . ‏

وقال‏ : ليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم‏ ، وليس ذلك على ما قال كما ذكرناه‏ ، نعم ، قيس بن أبي حازم سمع العشرة وروى عنهم ، وليس في التابعين أحد روى عن العشرة سواه ، ذكر ذلك ‏عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ‏ ، فيما روينا أو بلغنا عنه‏ ، وعن ‏أبي داود السجستاني‏ أنه قال : روى عن التسعة‏ : ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف‏ . ‏

ويلي هؤلاء‏ التابعون الذين ولدوا في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبناء الصحابة كعبد الله بن أبي طلحة ، وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وأبي إدريس الخولاني ، وغيرهم‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية