الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الراء مع الغين )

                                                          ( رغب ) ( س ) فيه أفضل العمل منح الرغاب ، لا يعلم حسبان أجرها إلا الله عز وجل الرغاب : الإبل الواسعة الدر الكثيرة النفع ، جمع الرغيب وهو الواسع . يقال : جوف رغيب وواد رغيب .

                                                          ( س ) ومنه حديث حذيفة ظعن بهم أبو بكر ظعنة رغيبة ، ثم ظعن بهم عمر كذلك .

                                                          [ ص: 237 ] أي ظعنة واسعة كبيرة . قال الحربي : هو إن شاء الله تسيير أبي بكر الناس إلى الشام وفتحه إياها بهم ، وتسيير عمر إياهم إلى العراق وفتحها بهم .

                                                          ومنه حديث أبي الدرداء بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن رغيب .

                                                          ( هـ ) وحديث الحجاج لما أراد قتل سعيد بن جبير رضي الله عنه ائتوني بسيف رغيب أي واسع الحدين يأخذ في ضربته كثيرا من المضروب .

                                                          ( هـ ) وفيه كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة أي قلت العفة وكثر السؤال . يقال : رغب يرغب رغبة : إذا حرص على الشيء وطمع فيه . والرغبة السؤال والطلب .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث أسماء أتتني أمي راغبة وهي مشركة أي طامعة تسألني شيئا .

                                                          وفي حديث الدعاء رغبة ورهبة إليك أعمل لفظ الرغبة وحدها ، ولو أعملهما معا لقال : رغبة إليك ورهبة منك ، ولكن لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على الآخر كقول الشاعر :

                                                          وزججن الحواجب والعيونا

                                                          وقول الآخر :

                                                          متقلدا سيفا ورمحا

                                                          ومنه حديث عمر رضي الله عنه قالوا له عند موته : جزاك الله خيرا فعلت وفعلت ، فقال : راغب وراهب يعني أن قولكم لي هذا القول إما قول راغب فيما عندي ، أو راهب مني . وقيل أراد : إنني راغب فيما عند الله وراهب من عذابه ، فلا تعويل عندي على ما قلتم من الوصف والإطراء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث إن ابن عمر كان يزيد في تلبيته : والرغبى إليك والعمل .

                                                          وفي رواية والرغباء إليك . بالمد ، وهما من الرغبة ، كالنعمى والنعماء من النعمة .

                                                          [ ص: 238 ] ( هـ ) وفي حديثه أيضا لا تدع ركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم . وبه سميت صلاة الرغائب ، واحدتها رغيبة .

                                                          وفيه إني لأرغب بك عن الأذان يقال : رغبت بفلان عن هذا الأمر : إذا كرهته له وزهدت له فيه .

                                                          ( هـ ) وفيه الرغب شؤم أي الشره والحرص على الدنيا . وقيل سعة الأمل وطلب الكثير .

                                                          ومنه حديث مازن : وكنت امرأ بالرغب والخمر مولعا أي بسعة البطن وكثرة الأكل . ويروى بالزاي . يعني الجماع وفيه نظر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية