الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          815 حدثنا عبد الله بن أبي زياد الكوفي حدثنا زيد بن حباب عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعد ما هاجر ومعها عمرة فساق ثلاثة وستين بدنة وجاء علي من اليمن ببقيتها فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعة فطبخت وشرب من مرقها قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حباب ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد قال وسألت محمدا عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورأيته لم يعد هذا الحديث محفوظا وقال إنما يروى عن الثوري عن أبي إسحق عن مجاهد مرسلا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فساق ثلاثا وستين بدنة ) بفتحتين وهي الإبل والبقر عند الحنفية ، والإبل فقط [ ص: 460 ] عند الشافعي ، وسميت بها لكبر بدنها ، والجمع بدن بضم فسكون . ( وجاء علي من اليمن ببقيتها ) أي ببقية البدن التي ذبحها النبي -صلى الله عليه وسلم- أو ببقية المائة ، وإرجاع الضمير إلى المائة مع عدم ذكرها لشهرتها قال النووي : ما أهدى به علي -رضي الله عنه- اشتراه لا أنه من السعاية على الصدقة ( في أنفه برة ) بضم الباء وتخفيف الراء الحلقة تكون في أنف البعير . ( من فضة ) وفي رواية البيهقي من ذهب ، قاله السيوطي ( ببضعة ) بفتح الموحدة وقد تكسر القطعة من اللحم ( فشرب من مرقها ) بفتح الميم والراء النكتة في شربه -صلى الله عليه وسلم- من مرقها دون الأكل من اللحم لما في المراق من الجمع لما خرج من البضعات كلها .

                                                                                                          قوله : ( ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن إلخ ) هو عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام السمرقندي أبو محمد الدارمي الحافظ صاحب المسند ، ثقة فاضل متقن من الحادية عشر ، كذا في التقريب ، وقال الخزرجي في الخلاصة في ترجمته : أحد الأعلام وصاحب المسند والتفسير والجامع عن يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد ، وجعفر بن عون وأبي علي الحنفي وخلق وعنه م وت والبخاري في غير الصحيح . قال أحمد : إمام أهل زمانه . وقال ابن حبان : كان ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وأظهر السنة في بلده ودعا إليها وذب عن حريمها وقمع مخالفيها . قال أحمد بن سنان : مات سنة خمس وخمسين ومائتين ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية