الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          813 حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا وكيع حدثنا إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما يوجب الحج قال الزاد والراحلة قال أبو عيسى هذا حديث حسن والعمل عليه عند أهل العلم أن الرجل إذا ملك زادا وراحلة وجب عليه الحج وإبراهيم هو ابن يزيد الخوزي المكي وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ما يوجب الحج ) أي ما شرط وجوب الحج ( قال الزاد والراحلة ) يعني الحج واجب على من وجدهما ذهابا وإيابا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) الظاهر أن الترمذي حسنه لشواهده ، وإلا ففي سند هذا [ ص: 458 ] الحديث إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك الحديث كما صرح به الحافظ في التقريب . وقال في التلخيص : روى الدارقطني والحاكم والبيهقي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال قيل : يا رسول الله ، ما السبيل؟ قال : " الزاد والراحلة " . قال البيهقي : الصواب عن قتادة عن الحسن مرسلا ، يعني الذي أخرجه الدارقطني وسنده صحيح إلى الحسن ولا أرى الموصول إلا وهما . وقد رواه الحاكم عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أيضا إلا أن الراوي عن حماد هو أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني ، وقد قال أبو حاتم هو منكر الحديث ورواه الشافعي والترمذي وابن ماجه والدارقطني من حديث ابن عمر وقال الترمذي حسن ، وهو من رواية إبراهيم بن يزيد الخوزي ، وقد قال فيه أحمد والنسائي متروك الحديث . ورواه ابن ماجه والدارقطني من حديث ابن عباس وسنده ضعيف أيضا ، ورواه ابن المنذر من قول ابن عباس ، ورواه الدارقطني من حديث جابر ومن حديث علي بن أبي طالب ، ومن حديث ابن مسعود ، ومن حديث عائشة ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وطرقها كلها ضعيفة ، فقد قال عبد الحق : إن طرقه كلها ضعيفة ، وقال أبو بكر ابن المنذر : لا يثبت الحديث في ذلك مسندا ، والصحيح من الروايات رواية الحسن المرسلة ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية