الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            588 - رخصة الحجامة للصائم

                                                                                            1607 - فأما رخصة الحجامة للصائم فقد أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح . كما حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي ، ثنا أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ، " أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - احتجم وهو صائم "

                                                                                            فاستمع الآن كلام إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة على هذا الحديث لتستدل به على أرشد الصواب ، سمعت أبا بكر بن جعفر المزكي يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : قد ثبتت الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، أنه قال : " أفطر الحاجم والمحجوم " . فقال بعض من خالفنا في هذه المسألة : إن الحجامة لا تفطر الصائم ، واحتج [ ص: 65 ] بأن " النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - احتجم وهو صائم محرم " وهذا الخبر غير دال على أن الحجامة لا تفطر الصائم ، لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما احتجم وهو صائم محرم في سفر لا في حضر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده ، إنما كان محرما وهو مسافر ، والمسافر وإن كان ناويا للصوم ، وقد مضى عليه بعض النهار وهو مباح الأكل والشرب ، وإن كان الأكل والشرب يفطرانه لا كما توهم بعض العلماء أن المسافر إذا دخل في الصوم لم يكن له أن يفطر إلى أن يتم صوم ذلك اليوم الذي دخل فيه ، فإذا كان له أن يأكل ويشرب وقد دخل في الصوم ونواه ومضى بعض النهار وهو صائم جاز له أن يحتجم وهو مسافر في بعض نهار الصوم ، وإن كانت الحجامة تفطره " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية