الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          797 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء قال أبو عيسى هذا حديث مرسل عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه شعبة والثوري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن نمير ) بضم النون وفتح الميم مصغرا ( ابن عريب ) بفتح العين المهملة وكسر الراء وسكون التحتية وآخره موحدة . قال في التقريب مقبول من الثالثة ( عن عامر بن مسعود ) بن أمية بن خلف الجمحي ، يقال له صحبة وذكره ابن حبان وغيره في التابعين ، كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء ) لوجود الثواب بلا تعب كثير ، وفي الفائق : الغنيمة الباردة هي التي تجيء عفوا من غير أن يصطلي دونها بنار الحرب ويباشر حر القتال في البلاء ، وقيل هي الهيئة الطيبة مأخوذ من العيش البارد ، والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب والهناءة أن الماء والهواء لما كان طيبهما ببردهما خصوصا في البلاد الحارة قيل : ماء بارد وهواء بارد عن طريق الاستطابة ثم كثر حتى قيل عيش بارد وغنيمة باردة وبرد أمرنا .

                                                                                                          قال الطيبي : والتركيب من قلب التشبيه ؛ لأن أصل الصوم في الشتاء كالغنيمة الباردة ، وفيه من المبالغة أن يلحق الناقص بالكامل كما يقال زيد كالأسد فإذا عكس وقيل الأسد كزيد يجعل الأصل كالفرع والفرع كالأصل يبلغ التشبيه إلى الدرجة القصوى في المبالغة ، والمعنى أن [ ص: 428 ] الصائم يحوز الأجر من غير أن يمسه حر العطش أو يصيبه ألم الجوع من طول اليوم ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث مرسل ، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ) قال صاحب المشكاة في الإكمال : عامر بن مسعود هو عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي ، وهو ابن أخي صفوان أبو أمية روى عنه نمير بن عريب ، أخرج حديثه الترمذي في الصوم وقال هو مرسل ؛ لأن عامر بن مسعود لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أورده ابن منده وابن عبد البر في أسماء الصحابة ، وقال ابن معين : لا صحبة له ، انتهى . وحديث عامر بن مسعود وهذا أخرجه أحمد في مسنده أيضا ( هو والد إبراهيم بن عامر القرشي ) قال ابن معين والنسائي : ثقة ، وقال أبو حاتم : صدوق لا بأس به .




                                                                                                          الخدمات العلمية