الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              18 - عبد الله بن رواحة الأنصاري

              ومنهم المتفكر عند نزول الآيات ، والمتصبر عند تناول الرايات ، عبد الله بن رواحة الأنصاري ، استشهد بالبلقاء ، زاهدا في البقاء ، راغبا في اللقاء .

              وقد قيل : إن التصوف الوطء على جمر الغضا إلى منازل الأنس والرضا .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا الحسن بن سهل ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير قال : لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام ، أتاه المسلمون يودعونه ، فبكى ، فقالوا له : ما يبكيك ؟ قال : أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة لكم ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) فقد علمت أني وارد النار ، ولا أدري كيف الصدر بعد الورود .

              حدثنا فاروق بن عبد الكبير ، ثنا زياد بن الخليل ، ثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن فليح ، ثنا موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة ، فبكى أهله حين رأوه يبكي ، فقال : والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة لكم ، ولكني بكيت من قول الله عز وجل : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) فأيقنت أني واردها ولم أدر أأنجو منها [ ص: 119 ] أم لا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية