الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله تعالى ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين

                                                                                                                                                                                                        7015 حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي [ ص: 450 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 450 ] قوله ( باب قوله تعالى : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) ذكر فيه ستة أحاديث .

                                                                                                                                                                                                        أولها : حديث أبي هريرة " إن رحمتي سبقت غضبي " وقد تقدم شرحه في باب قوله تعالى ويحذركم الله نفسه وأشار به إلى ترجيح القول بأن الرحمة من صفات الذات لكون الكلمة من صفات الذات فمهما استشكل في إطلاق السبق في صفة الرحمة جاء مثله في صفة الكلمة ، ومهما أجيب به عن قوله سبقت كلمتنا حصل به الجواب عن قوله " سبقت رحمتي " وقد غفل عن مراده من قال دل وصف الرحمة بالسبق على أنها من صفات الفعل ، وقد سبق في شرح الحديث قول من قال : المراد بالرحمة إرادة إيصال الثواب ، وبالغضب إرادة إيصال العقوبة ؛ فالسبق حينئذ بين متعلقي الإرادة فلا إشكال ، وقوله في أول الحديث " لما قضى الله الخلق " أي خلقهم ، وكل صنعة محكمة متقنة فهي قضاء ، ومنه قوله تعالى إذا قضى أمرا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية