الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 95 ] أبو حازم سلمة بن دينار الحكيم

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : سمعت مصعب بن عبد الله ، يقول : اسم أبي حازم سلمة بن دينار ، وأصله فارسي ، مولى لبني ليث وأمه رومية ، وكان أشقر أقرن أحول .

قال أحمد بن زهير : وسألت يحيى بن معين ، عن أبي حازم ، فقال : سلمة بن دينار مشهور ، مدني ، ثقة .

وسمعت يحيى بن معين يقول : مات أبو حازم المدني سنة أربعين ومائة ، وقيل غير ذلك ، وهذا أصح إن شاء الله .

وذكر الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا مطرف ، قال : أخبرني ابن أبي حازم ، عن أبيه ، أنه حدث بحديث عند هشام ، وهو عامل المدينة وابن شهاب حاضر ، فقال ابن شهاب : ما سمعت بهذا ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو حازم : أكل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته ؟ قال : لا ، قال فنصفه ، قال : أرى ذلك ، قال : فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع ، فقال ابن شهاب : أصلحك الله ، والله إنه لجاري منذ كذا وكذا ، وما عرفته هكذا قط ، فقال أبو حازم : أما والله لو كنت من الأغنياء ، لعرفتني منذ زمان ، ولكني من الفقراء .

هذا الخبر مختلف فيه ، قد روي ، عن أبي سهيل مع الزهري ، وروي لغيره أيضا ، وقصة أبي حازم في خبره الطويل عند سليمان مخطئا جرى قول الزهري فيما روى والله أعلم .

وأبو حازم القائل : ما الدنيا ؟ أما ما مضى منها فإعلام ، وأما ما بقي فأماني ، وأما إبليس ، والله لقد أطيع فما نفع ، ولقد عصي فما ضر [ ص: 96 ] وكان أبو حازم هذا أحد الفضلاء الحكماء العلماء الثقات الأثبات من التابعين ، وله حكم وزهديات ومواعظ ورقائق ومقطعات يطول الكتاب بذكرها .

لمالك عنه في الموطأ من مرفوعاته تسعة أحاديث ، فيها واحد مرسل ، وآخر موقوف عند أكثر الرواة .

التالي السابق


الخدمات العلمية