الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 369 ] سورة الأحزاب

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : يا أيها النبي اتق الله وهذا وإن كان معلوما من حاله ففي أمره به أربعة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : أن معنى هذا الأمر الإكثار من اتقاء الله في جهاد أعدائه .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : استدامة التقوى على ما سبق من حاله .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أنه خطاب توجه إليه والمراد به غيره من أمته .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : أنه لنزول هذه الآية سببا وهو ما روي أن أبا سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا المدينة ليجددوا خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد بينه وبينهم فنزلوا عند عبد الله بن أبي بن سلول والجد بن قيس ومعتب بن قشير وائتمروا بينهم وأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضوا عليه أمورا كره جميعها فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون أن يقتلوهم فأنزل الله : يا أيها النبي اتق الله يعني في نقض العهد الذي بينك وبينهم إلى المدة المشروطة لهم .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 370 ] ولا تطع الكافرين من أهل مكة .

                                                                                                                                                                                                                                        والمنافقين من أهل المدينة فيما دعوا إليه .

                                                                                                                                                                                                                                        إن الله كان عليما حكيما يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : عليما بسرائرهم حكيما بتأخيرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : عليما بالمصلحة حكيما في التدبير .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية