الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ، قال: [ ص: 1617 ] هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم، وكان يعلم اسم الله الأكبر، فلما نزل بهم موسى أتاه بنو عمه وقومه، فقالوا: إن موسى رجل جديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه، قال: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخ ما كان عليه فذلك قوله: فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين

                                          والوجه الخامس:

                                          [8546] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد ، عن قتادة، قال: قال كعب الأحبار: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا هو بلعم بن باعورة وكان رجلا من أهل البلقا، وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب مع الجبابرة الذين كانوا ببيت المقدس.

                                          [8547] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال: قال ابن عباس : هو بلعم بن باعورة رجل من بني إسرائيل، قال: ويقول ثقيف: هو أمية بن أبي الصلت، وتقول الأنصار هو الراهب الذي بني له مسجد الشقاق.

                                          والوجه السادس:

                                          [8548] حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا العباس ، ثنا يزيد، عن سعيد ، عن قتادة، واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا قال: هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه

                                          قوله تعالى: آتيناه آياتنا

                                          [8549] حدثنا أبي ، ثنا ابن أبي عمر العدني ، ثنا سفيان ، عن أبو سعد الأعور، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال: هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن، وكانت له امرأة له منها ولد، فقالت: اجعل لي منها واحدة، قال فلك واحدة فما الذي تريدين؟ قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل فدعا الله فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا آخر دعا الله أن

                                          [ ص: 1618 ] يجعلها كلبة فصارت كلبة، فذهبت دعوتان فجاء بنوها، فقالوا: ليس بنا على هذا قرار، وقد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس بها فدعا الله أن يردها إلى الحال التي كان عليها فدعا الله فعادت كما كانت فذهبت الدعوات الثلاثة وسميت البسوس

                                          [8550] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد ، عن قتادة، قال: قال كعب آتيناه آياتنا قال: كان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.

                                          قوله تعالى: فانسلخ منها

                                          [8551] ذكره الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج، عن ابن جريج ، آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال ابن جريج ، أخبرني عبد الله بن كثير ، أنه سمع مجاهدا، يقول: سمعت ابن عباس يقول: بلعام بن باعر من بني إسرائيل فانسلخ منها قال: ما نزع منه العلم

                                          [8552] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس ، قوله: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها هو رجل يدعى بلعم من أهل اليمن آتاه الله آياته فتركها.

                                          [8553] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سلمة ، ثنا مالك بن دينار ، قال: بعث نبي الله موسى بلعام وكان مجاب الدعوة وكان يقدمهم عند الشدائد، وكان من علماء بني إسرائيل فبعثه إلى ملك مدين يدعوه إلى الله، فأقطعه وأعطاه فتبع دينه وترك دين موسى فنزلت هذه الآية واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها إلى قوله: من الغاوين

                                          [8554] حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك ، عن عكرمة ، قوله: الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان قال: هم من اليهود، والنصارى والحنفاء ممن أعطاه الله الحق فتركه. قال: أعطاه الله آياته وكتابه فانسلخ منها فجعله مثل الكلب

                                          قوله تعالى: فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين

                                          [8555] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ العباس ، ثنا يزيد، عن سعيد ، عن [ ص: 1619 ] قتادة، فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه

                                          والوجه الثاني:

                                          [8556] حدثنا أبي ، ثنا أبو اليمان ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، في قول الله يعني: فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين سجوده للشيطان حين تراءى له

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية