الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                      صفحة جزء
                                      فصل حيث أطلق في المهذب ( أبا العباس ) ، فهو ابن سريج أحمد بن عمر بن سريج ، وإذا أراد أبا العباس ابن القاص قيده ، وحيث أطلق أبا إسحاق ( 2 ) فهو المروزي ، وحيث أطلق أبا سعيد من الفقهاء ، فهو [ ص: 113 ] الإصطخري ( 1 ) ولم يذكر أبا سعيد من الفقهاء غيره ولم يذكر في المهذب أبا إسحاق الإسفراييني الأستاذ المشهور بالكلام والأصول وإن كان له وجوه كثيرة في كتب الأصحاب . وأما أبو حامد ففي المهذب اثنان ( أحدهما ) : القاضي أبو حامد المروروذي ، ( والثاني ) : الشيخ أبو حامد الإسفراييني ، لكنهما يأتيان مقيدين بالقاضي والشيخ ، فلا يلتبسان وليس فيه أبو حامد غيرهما لا من أصحابنا ولا من غيرهم . وفيه أبو علي بن خيران وابن أبي هريرة والطبري ويأتون موصوفين ولا ذكر لأبي علي علي ( 3 ) السنجي في المهذب ، وإنما يتكرر في الوسيط والنهاية وكتب متأخري الخراسانيين . وفيه أبو القاسم جماعة ، أولهم الأنماطي ثم الداركي ثم ابن كج والصيمري .

                                      وليس فيه أبو القاسم غير هؤلاء الأربعة ، وفيه أبو الطيب اثنان فقط من أصحابنا أولهما : ابن سلمة ، والثاني : القاضي أبو الطيب المصنف ويأتيان موصوفين . وحيث أطلق في المهذب " عبد الله " في الصحابة ، فهو ابن مسعود ، وحيث أطلق الربيع من أصحابنا ، فهو الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي ، وليس في المهذب الربيع غيره ، لا من الفقهاء ولا من غيرهم إلا الربيع بن سليمان الجيزي في مسألة دباغ الجلد هل يطهر الشعر ، وفيه عبد الله [ ص: 114 ] بن زيد من الصحابة اثنان أحدهما : الذي رأى الأذان وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأوسي ، والآخر : عبد الله بن زيد بن عاصم المازني . وقد يلتبسان على من لا أنس له بالحديث وأسماء الرجال فيتوهمان واحدا ; لكونهما يأتيان على صورة واحدة وذلك خطأ ، فأما ابن عبد ربه فلا ذكر له في المهذب إلا في باب الأذان ، وأما ابن عاصم فمتكرر ذكره في المهذب في مواضع من صفة الوضوء ، ثم في مواضع من صلاة الاستسقاء ، ثم في أول باب الشك في الطلاق ، وقد أوضحتهما أكمل إيضاح في تهذيب الأسماء واللغات .

                                      وحيث ذكر عطاء في المهذب ، فهو عطاء بن أبي رباح ، ذكره في الحيض ثم في أول صلاة المسافر ، ثم في مسألة التقاء الصفين من كتاب السير ، وفي التابعين أيضا جماعات يسمون عطاء ، لكن لا ذكر لأحد منهم في المهذب غير ابن أبي رباح وفيه من الصحابة : معاوية اثنان ( أحدهما ) : معاوية بن الحكم ذكره في ( باب ما يفسد الصلاة ) لا ذكر له في المهذب في غيره ، ( والآخر ) : معاوية بن أبي سفيان الخليفة أحد كتاب الوحي تكرر ، ويأتي مطلقا غير منسوب . وفيه من الصحابة : معقل اثنان أحدهما : معقل بن يسار بياء قبل السين مذكور في أول الجنائز ، والآخر : معقل بن سنان بسين ثم نون في كتاب الصداق في حديث بروع وفيه أبو يحيى البلخي من أصحابنا ذكره في مواضع من المهذب منها مواقيت الصلاة ، وكتاب الحج ، وليس فيه أبو يحيى غيره .

                                      [ ص: 115 ] وفيه أبو تحيى بتاء مثناة فوق مكسورة يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في آخر قتال أهل البغي ، ولا ذكر له في غير هذا الموضع من المهذب ، وفيه القفال ذكره في موضع واحد ، وهو في أول النكاح في مسألة تزويج بنت ابنه بابن ابنه ، وهو القفال الكبير الشاشي ، ولا ذكر للقفال في المهذب إلا في هذا الموضع ، وليس للقفال المروزي الصغير في المهذب ذكر ، وهذا المروزي هو المتكرر في كتب متأخري الخراسانيين كالإبانة ، وتعليق القاضي حسين ، وكتاب المسعودي ، وكتب الشيخ أبي محمد الجويني ، وكتب الصيدلاني ، وكتب أبي علي السنجي وهؤلاء تلامذته ، والنهاية ، وكتب الغزالي ، والتتمة ، والتهذيب ، والعدة وأشباهها .

                                      وقد أوضحت حال القفالين في تهذيب الأسماء واللغات ، وفي كتاب الطبقات ، وسأوضح إن شاء الله تعالى حالهما هنا إن وصلت موضع ذكر القفال ، وكذلك أوضح باقي المذكورين في مواضعهم كما شرطته في الخطبة إن شاء الله تعالى . وحيث أطلقت أنا في هذا الشرح ذكر القفال فمرادي به المروزي ; لأنه أشهر في نقل المذهب ، بل مدار طريقة خراسان عليه ، وأما الشاشي فذكره قليل بالنسبة إلى المروزي في المذهب ، فإذا أردت الشاشي قيدته فوصفته بالشاشي . وقصدت ببيان هذه الأحرف تعجيل فائدة لمطالع هذا الكتاب ، فربما أدركتني الوفاة أو غيرها من القاطعات قبل وصولها ، ورأيتها مهمة لا يستغني مشتغل بالمهذب عن معرفتها ، وأسأل الله خاتمة الخير واللطف وبالله التوفيق

                                      التالي السابق


                                      الخدمات العلمية