الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الخاء مع الشين )

                                                          ( خشب ) ( هـ ) فيه إن جبريل عليه السلام قاله له : إن شئت جمعت عليهم الأخشبين ، فقال : دعني أنذر قومي الأخشبان : الجبلان المطيفان بمكة ، وهما أبو قبيس والأحمر ، وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان ، والأخشب كل جبل خشن غليظ الحجارة .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث الآخر لا تزول مكة حتى يزول أخشباها .

                                                          ومنه حديث وفد مذحج على حراجيج كأنها أخاشب جمع الأخشب .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر اخشوشبوا وتمعددوا اخشوشب الرجل : إذا كان صلبا خشنا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله . ويروى بالجيم وبالخاء المعجمة والنون ، يريد عيشوا عيش العرب الأولى ولا تعودوا أنفسكم الترفه فيقعد بكم عن الغزو .

                                                          ( هـ ) وفي حديث المنافقين خشب بالليل صخب بالنهار أراد أنهم ينامون الليل كأنهم خشب مطرحة لا يصلون فيه ، ومنه قوله تعالى : كأنهم خشب مسندة وتضم الشين وتسكن تخفيفا .

                                                          ( هـ ) وفيه ذكر " خشب " بضمتين ، وهو واد على مسيرة ليلة من المدينة ، له ذكر كثير في الحديث والمغازي . ويقال له ذو خشب .

                                                          وفي حديث سلمان قيل : كان لا يكاد يفقه كلامه من شدة عجمته ، وكان يسمي الخشب الخشبان وقد أنكر هذا الحديث ، لأن كلام سلمان يضارع كلام الفصحاء ، وإنما الخشبان جمع خشب ، كحمل وحملان قال :

                                                          كأنهم بجنوب القاع خشبان

                                                          [ ص: 33 ] ولا مزيد على ما تتساعد على ثبوته الرواية والقياس .

                                                          وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يصلي خلف الخشبية هم أصحاب المختار بن أبي عبيد . ويقال لضرب من الشيعة : الخشبية . قيل لأنهم حفظوا خشبة زيد بن علي حين صلب ، والوجه الأول ; لأن صلب زيد كان بعد ابن عمر بكثير .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية