الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    103 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء [ ص: 148 ] وبعده: ولله ملك السماوات والأرض ما فائدة تكراره مع قربه؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن لكل آية منها فائدة:

                                                                                                                                                                    أما الأولى: فرد على قولهم في المسيح أنه الإله، فبين أن الألوهية لمن له ملك السماوات والأرض وليس للمسيح ذلك، فكيف يكون إلها والله خالقه، والقادر على إهلاكه وأمه؟!

                                                                                                                                                                    وأما الآية الثانية: فرد على قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه فهو توكيد لقوله: يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء لأنهم خلقه وملكه، ولذلك قال: وإليه المصير فيجازي كلا على عمله إما بمغفرة ورحمة أو بعذاب، ولو كنتم كما تقولون لما عذبكم؛ لأن المحب لا يعذب محبوبه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية