الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 97 ] بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي قبل بصحيح النية حسن العمل ، وحمل الضعيف المنقطع على مراسيل لطفه فاتصل ، ورفع من أسند في بابه ، ووقف من شذ عن جنابه وانفصل ، ووصل مقاطيع حبه ، وأدرجهم في سلسلة حزبه; فسكنت نفوسهم عن الاضطراب والعلل ، فموضوعهم لا يكون محمولا ، ومقلوبهم لا يكون مقبولا ولا يحتمل .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الفرد في الأزل . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله والدين غريب فأصبح عزيزا مشهورا واكتمل ، وأوضح به معضلات الأمور ، وأزال به منكرات الدهور الأول ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما علا الإسناد ونزل ، وطلع نجم وأفل .

وبعد : فعلم الحديث خطير وقعه ، كثير نفعه ، عليه مدار أكثر الأحكام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، ولأهله اصطلاح لا بد للطالب من فهمه فلهذا ندب إلى تقديم العناية بكتاب في علمه . وكنت نظمت فيه أرجوزة ألفتها ، ولبيان اصطلاحهم ألفتها ، وشرعت في شرح لها ، بسطته وأوضحته ، ثم رأيته كبير الحجم [ ص: 98 ] فاستطلته ومللته ، ثم شرعت في شرح لها متوسط غير مفرط ولا مفرط ، يوضح مشكلها ، ويفتح مقفلها ، ما كثر فأمل ، ولا قصر فأخل ، مع فوائد لا يستغني عنها الطالب النبيه ، وفرائد لا توجد مجتمعة إلا فيه ، جعله الله تعالى خالصا لوجهه الكريم ، ووسيلة إلى جنات النعيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية