الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6132 - وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : جاء أهل نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا رسول الله ! ابعث إلينا رجلا أمينا ، فقال : " لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين " فاستشرف لها الناس ، قال : فبعث أبا عبيدة ابن الجراح . متفق عليه .

التالي السابق


6132 - ( وعن حذيفة ) ، أي : ابن اليمان صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سبق ذكره ( قال : جاء أهل نجران ) : بفتح نون فسكون جيم موضع باليمن ، فتح سنة عشر سمي بنجران بن زيدان بن سبأ ، وموضع بحوران قرب دمشق ، وموضعه بين الكوفة . وواسطة الكل من القاموس ، والمراد به الأول على ما هو الظاهر . ( إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا رسول الله ابعث ) ، أي : أرسل ( إلينا رجلا أمينا ) ، أي : ليكون أميرا أو قاضيا أو معلما لنا ( فقال : " لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين " ) . بالنصب على أنه مفعول مطلق نحو قولهم : قدمت خير مقدم أي : أمينا صادق الأمن وثابته ومستحقا أن يقال له الأمين . قال الطيبي : فيه توكيد ، ولذا أضافه نحو : إن زيدا لعالم حق عالم وجد عالم أي عالم حقا وجدا ، يعني عالم يبالغ في العلم جدا ولا يترك من الجد المستطاع منه شيئا ، ومنه قوله تعالى : وجاهدوا في الله حق جهاده أي جهاد فيه حقا خالصا لوجهه ، فعكس وأضيف الحق إلى الجهاد مبالغة . ( فاستشرف ) ، أي : طمع ( لها ) ، أي : للإمارة وتوقعها ( الناس ) أي حرصا بهم على تحصيل صفة الأمانة لا على الولاية من حيث هي ( قال ) ، أي : حذيفة ( فبعث أبا عبيدة بن الجراج . متفق عليه ) .




الخدمات العلمية