الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2071 - دفن معاذ أبا عبيدة وثناؤه عليه

                                                                                            5197 - أخبرني علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ، ثنا أبي ، ثنا عمرو بن محمد العثماني ، ثنا عمرو بن خالد بن عاصم بن عمرو بن عثمان ، حدثني عبد الملك بن [ ص: 297 ] نوفل بن مساحق ، عن أبي سعيد المقبري قال : لما طعن أبو عبيدة ، قال : يا معاذ صل بالناس ، فصلى معاذ بالناس ، ثم مات أبو عبيدة ابن الجراح ، فقام معاذ في الناس فقال : يا أيها الناس ، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحا ، فإن عبد الله لا يلقى الله تائبا من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له ، ثم قال : إنكم أيها الناس قد فجعتم برجل والله ما أزعم أني رأيت من عباد الله عبدا قط أقل غمزا ولا أبر صدرا ، ولا أبعد غائلة ، ولا أشد حبا للعاقبة ، ولا أنصح للعامة منه ، فترحموا عليه رحمه الله ، ثم أصحروا للصلاة عليه ، فوالله لا يلي عليكم مثله أبدا ، فاجتمع الناس ، وأخرج أبو عبيدة وتقدم معاذ فصلى عليه حتى إذا أتى به قبره دخل قبره معاذ بن جبل وعمرو بن العاص والضحاك بن قيس ، فلما وضعوه في لحده وخرجوا فشنوا عليه التراب ، فقال معاذ بن جبل : يا أبا عبيدة ، لأثنين عليك ولا أقول باطلا أخاف أن يلحقني بها من الله مقت ، كنت والله ما علمت من " والذاكرين الله كثيرا " ، ومن " الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " ، ومن " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " ، وكنت والله من المخبتين المتواضعين الذي يرحمون اليتيم والمسكين ويبغضون الخائنين المتكبرين .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية