الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 194 ] ذكر فرح النجاشي ، رضي الله عنه ، بوقعة بدر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الحافظ البيهقي : أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد ، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد ، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدثني حمزة بن العباس ، ثنا عبدان بن عثمان ، ثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عبد الرحمن - رجل من أهل صنعاء - قال : أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان ثياب ، جالس على التراب ، قال جعفر : فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال ، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال : إني أبشركم بما يسركم ، إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي ، فأخبرني أن الله قد نصر نبيه ، وأهلك عدوه ، وأسر فلان وفلان ، وقتل فلان وفلان ، التقوا بواد يقال له : بدر . كثير الأراك ، كأني أنظر إليه ، كنت أرعى به لسيدي - رجل من بني ضمرة - إبله . فقال له جعفر : ما بالك جالسا على التراب ليس تحتك بساط ، وعليك هذه الأخلاق ؟ قال إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى : إن حقا على [ ص: 195 ] عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة . فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم ، أحدثت له هذا التواضع .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية