الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في جمع الموتى في قبر والقبر يعلم

                                                                      3206 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا سعيد بن سالم ح و حدثنا يحيى بن الفضل السجستاني حدثنا حاتم يعني ابن إسمعيل بمعناه عن كثير بن زيد المدني عن المطلب قال لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يأتيه بحجر فلم يستطع حمله فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه قال كثير قال المطلب قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما ثم حملها فوضعها عند رأسه وقال أتعلم بها قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي

                                                                      التالي السابق


                                                                      63 - باب في جمع الموتى في قبر والقبر يعلم

                                                                      بصيغة المجهول من الإعلام أي يجعل على القبر علامة يعرف القبر بها .

                                                                      قال في لسان العرب : والعلم رسم الثوب ، وعلمه رقمه في أطرافه ، وقد أعلمه جعل فيه علامة وجعل له علما ، وأعلم القصار الثوب فهو معلم والثوب معلم انتهى . وبوب ابن ماجه باب " ما جاء في العلامة في القبر " انتهى .

                                                                      ( عن المطلب ) : هو ابن أبي وداعة أبو عبد الله المدني ( مظعون ) : بالظاء المعجمة ( أخرج بجنازته ) : هو جواب لما ( أن يأتيه بحجر ) : أي كبير لوضع العلامة ( فلم يستطع ) : ذلك الرجل وحده ( فقام إليها ) : وتأنيث الضمير على تأويل الصخرة ( وحسر ) : أي كشف وأبعد كمه ( عن ذراعيه ) : أي ساعديه ( حين حسر ) : أي كشف الثوب ( عنهما ) : أي عن الذراعين ( فوضعها ) : أي الصخرة ( عند رأسه ) : أي رأس قبر عثمان ( وقال ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتعلم ) بصيغة المتكلم من باب الفعل أي أتعرف ( بها ) : أي بهذه الحجارة . وفي بعض النسخ " أعلم بها " مضارع متكلم من الإعلام ومعناه أعلم الناس بهذه الحجارة ( قبر أخي ) : وأجعل الصخرة علامة لقبر أخي ، وسماه أخا تشريفا له ولأنه كان [ ص: 19 ] قرشيا ، أو لأنه أخوه من الرضاعة وهو الأصح قاله في المرقاة ( وأدفن إليه ) : أي إلى قربه . وقال الطيبي : أي أضم إليه في الدفن انتهى . وبهذا المعنى يصح مطابقة الحديث للجزء الأول من الترجمة .

                                                                      قال المنذري : في إسناده كثير بن زيد مولى الأسلميين مدني كنيته أبو محمد وقد تكلم فيه غير واحد .




                                                                      الخدمات العلمية