الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب كيف كان يصوم النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                      2434 حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله [ ص: 71 ] [ ص: 72 ] [ ص: 73 ] [ ص: 74 ] [ ص: 75 ] [ ص: 76 ] [ ص: 77 ] [ ص: 78 ] [ ص: 79 ] [ ص: 80 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 71 ] [ ص: 72 ] [ ص: 73 ] [ ص: 74 ] [ ص: 75 ] [ ص: 76 ] [ ص: 77 ] [ ص: 78 ] [ ص: 79 ] [ ص: 80 ] ( يصوم حتى نقول لا يفطر ) : فيه أنه يستحب أن لا يخلي شهرا من صيام ، وأن صوم النفل غير مختص بزمان معين بل كل السنة صالحة له إلا رمضان والعيد والتشريق .

                                                                      قيل : كان يصوم شعبان كله في وقت ويصوم بعضه في سنة أخرى .

                                                                      وقيل : كان يصوم تارة من أوله ، وتارة من آخره ، وتارة بينهما وما يخلي منه شيئا بلا صيام لكن في سنين .

                                                                      وقيل في تخصيص شعبان بكثرة الصوم لكونه ترتفع فيه أعمال العباد ، وقيل غير ذلك .

                                                                      فإن قيل : تقدم أن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم فكيف أكثر منه في شعبان دون المحرم ؟ فالجواب لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه كسفر ومرض وغيرهما .

                                                                      قال [ ص: 81 ] العلماء : وإنما يستكمل غير رمضان لئلا يظن وجوبه .

                                                                      قاله النووي .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

                                                                      ( زاد كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله ) : أي لغاية قلة المتروك .

                                                                      قال المنذري : وهذه الزيادة أخرجها مسلم في صحيحه وفي البخاري أيضا كان يصوم شعبان كله .




                                                                      الخدمات العلمية