الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء وقال عمر اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك

                                                                                                                                                                                                        2636 حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة شك إسحاق قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ) قال ابن المنير وغيره : وجه دخول هذه الترجمة في الفقه أن الظاهر من الدعاء بالشهادة يستلزم طلب نصر الكافر على المسلم وإعانة من يعصي الله على من يطيعه ، لكن القصد الأصلي إنما هو حصول الدرجة العليا المترتبة على حصول الشهادة ، وليس ما ذكره مقصودا لذاته وإنما يقع من ضرورة الوجود ، فاغتفر حصول المصلحة العظمى من دفع الكفار وإذلالهم وقهرهم بقصد قتلهم بحصول ما يقع في ضمن ذلك من قتل بعض المسلمين ، وجاز تمني الشهادة لما يدل عليه من صدق من [ ص: 14 ] وقعت له من إعلاء كلمة الله حتى بذل نفسه في تحصيل ذلك .

                                                                                                                                                                                                        ثم أورد المصنف فيه حديث أنس في قصة أم حرام ، والمراد منه قول أم حرام : ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، وسيأتي الكلام على استيفاء شرحه في كتاب الاستئذان إن شاء الله تعالى ، وهو ظاهر فيما ترجم له في حق النساء ، ويؤخذ منه حكم الرجال بطريق الأولى وأغرب ابن التين فقال : ليس في الحديث تمني الشهادة وإنما فيه تمني الغزو ، ويجاب بأن الشهادة هي الثمرة العظمى المطلوبة في الغزو ، وأم حرام بفتح المهملتين هي خالة أنس ، ولم يختلف على مالك في إسناده ، لكن رواه بشر بن عمر عنه فقال " عن أنس عن أم حرام " وهو موافق رواية محمد بن يحيى بن حبان عن أنس التي ستأتي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال عمر إلخ ) تقدم في أواخر الحج بأتم من هذا السياق ، وتقدم هناك شرحه وبيان من وصله .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية