الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                وأما مسائل اجتهاده فلا خلاف أنه يجتهد في أوقات الصلاة ; لأن مدركها الأوراد والأذكار ، وشبهها وهو يشارك البصير في ذلك . ولا خلاف : أنه لا يجتهد في القبلة ; لأن غالب أدلتها بصرية . وفي الأواني قولان : أظهرهما ، يجتهد ; لأنه يمكنه الوقوف على الأمارات ، باللمس والشم ، واعوجاج الإناء ، واضطراب الغطاء ، وغير ذلك .

                والثاني : لا ; لأن للنظر أثرا في حصول الظن بالمجتهد فيه ، لكنه في الوقت مخير بين الاجتهاد والتقليد ، وفي الأواني لا يجوز له التقليد ، والفرق : أن الاجتهاد في الأوقات ، إنما يتأتى بأعمال مستغرقة للوقت ، وفي ذلك مشقة ظاهرة ، بخلافه في الأواني ، فإن تخير في الأواني : قلد ولا يقلد البصير إن تخير ، بل يتيمم . وأما اجتهاده في الثياب ، ففيه القولان ، في الأواني ، كما ذكره في الكفاية .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية