الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 48 ] الباب الرابع

                                                      في أنواعه

                                                      قال ابن السمعاني : وقد قسمه ابن سريج إلى ثمانية أقسام ، ومن أصحابنا من زاد على ذلك . انتهى .

                                                      النوع الأول قياس العلة وهو أن يحمل الفرع على الأصل بالعلة التي علق الحكم عليها في الشرع ، ويسمى " قياس المعنى " . وينقسم إلى جلي وخفي . فأما " الجلي " فما علم من غير معاناة وفكر . " والخفي " ، ما لا يتبين إلا بإعمال فكر . والجلي قسمان : أحدهما : ما تناهى في الجلاء حتى لا يجوز ورود الشريعة في الفرع على خلافه كقوله تعالى : { فلا تقل لهما أف } ونحوه . [ ص: 49 ] وثانيهما : دونه ، كقوله : { لا يقضي القاضي وهو غضبان } هذا كلام ابن السمعاني . وقسم الشيخ أبو إسحاق قياس العلة إلى : جلي وواضح وخفي قال : " فالجلي " ما عرفت علته قطعا إما نص أو إجماع . و " الواضح " ما ثبتت علته بضرب من الظاهر و " الخفي " ما عرفت علته بالاستنباط . وقال الماوردي والروياني : الجلي ما يكون معناه في الفرع زائدا على معنى الأصل والخفي ما يكون في الفرع مساويا لمعنى الأصل .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية