الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              636 (15) باب

                                                                                              العمل القليل في الصلاة لا يضرها

                                                                                              [ 331 ] عن أنس بن مالك أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا . قال : فبهتنا ونحن في الصلاة من فرح بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف ، وظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارج للصلاة ، فأشار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده أن أتموا صلاتكم . قال : ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرخى الستر . قال : فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه ذلك .

                                                                                              وفي رواية : فلما وضح لنا وجه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما نظرنا منظرا قط كان أعجب إلينا من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين وضح لنا .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 211 )، والبخاري ( 681 )، ومسلم ( 419 ) ( 98 و 100 )، والنسائي ( 4 \ 7 ) .

                                                                                              [ ص: 53 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 53 ] (15) ومن باب : العمل القليل في الصلاة لا يضرها

                                                                                              قوله " وكأن وجهه ورقة مصحف " ، هذه عبارة عما راعهم من جماله وحسن بشرته ومائية وجهه ، كما قال في الحديث الآخر " كأن وجهه مذهبة " .

                                                                                              وقوله " فلما وضح لنا وجهه " ; أي : ظهر .

                                                                                              [ ص: 54 ] وقوله “ فهممنا نفتتن في صلاتنا " ; أي نذهل فيها من الفرح بما ظهر من استقلاله وبروزه لهم ، كما قال أبو طلحة : لقد أصابتني في مالي فتنة - حين شغله النظر عن الصلاة حتى سها فيها .

                                                                                              وقوله " فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم " فرحا بما رآه من اجتماعهم في مغيبه على إمامهم وإقامة شريعتهم ، ويحتمل أن يكون ضحك تأنيسا لهم وحسن عشرة ، والله أعلم .

                                                                                              وقوله " ونكص أبو بكر على عقبيه " ; أي تأخر ، كما في الحديث الآخر : رجع القهقرى .




                                                                                              الخدمات العلمية