الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              607 (9) باب

                                                                                              حجة من قال : البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة

                                                                                              [ 316 ] عن أنس قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة ، فقرأ :بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر [ الكوثر : 1-3 ] ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل ، عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ! فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك .

                                                                                              زاد في رواية : بين أظهرنا في المسجد . وفيها : ما أحدث بعدك .

                                                                                              رواه البخاري ( 4994 )، ومسلم ( 400 ) ( 53 )، وأبو داود ( 4747 و 4748 )، والترمذي ( 3357 )، والنسائي ( 1 \ 133 - 134 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (9) ومن باب : حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة

                                                                                              من حديث أنس أيضا :

                                                                                              قوله " أغفى إغفاءة " ; أي : أخذته سنة ، وهي النوم الذي في العين ، وهذه الحالة التي كان يوحى إليه - صلى الله عليه وسلم - فيها غالبا .

                                                                                              [ ص: 33 ] وقوله “ آنفا " أي الساعة .

                                                                                              وقوله " الكوثر " جاء تفسيره هنا : نهر في الجنة ، وفي غير هذا الحديث : هو الخير الكثير ، قال : وذلك النهر منه .

                                                                                              وقوله " يختلج العبد منهم " ; أي يستخرج وينتزع .




                                                                                              الخدمات العلمية