الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              274 [ 2775 ] وعنه ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا ما جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين ، فترفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها ، فيقول الله تعالى : يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ، فيقول : لا يا رب ، ويعاهده ألا يسأله غيرها ، وربه يعذره ; لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : أي رب ! أدنني من هذه لأشرب من مائها ، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها ، فيقول : يا بن آدم ألم تعاهدني ألا تسألني غيرها ؟ فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ، فيعاهده ألا يسأله غيرها ، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين ، فيقول . . . إلى : فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة ، فيقول : أي رب أدخلنيها ، فيقول يا ابن آدم ما يصريني منك ؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ فيقول : أي رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ فضحك ابن مسعود ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ فقالوا : مم تضحك ؟ فقال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك رب العالمين فيقول : إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 391) ، ومسلم (187) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              الخدمات العلمية