الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              272 (22) باب

                                                                                              آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة وما لأدنى أهل الجنة منزلة وما لأعلاهم

                                                                                              [ 2774 ] عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة : رجل يخرج من النار حبوا ، فيقول له الله : اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى ، فيقول الله تعالى : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها - أو : إن لك عشرة أمثال الدنيا - قال : فيقول : أتسخر بي - أو : أتضحك بي - وأنت الملك ؟ قال : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ، قال : فكان يقال : ذاك أدنى أهل الجنة منزلا .

                                                                                              رواه مسلم (186) (308) ، والترمذي (2599) ، وابن ماجه (4339) .

                                                                                              [ ص: 203 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 203 ] و (قوله : " أتسخر مني وأنت الملك ؟ " ، وفي اللفظ الآخر : " أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ ") يحتمل أن يكون هذا القول صدر من هذا الرجل عند غلبة الفرح عليه ، واستحقاقه إياه ، فغلط كما غلط الذي قال : " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . ويحتمل أن يكون معناه : أتجازيني على ما كان مني في الدنيا من الاستهزاء والسخرية بأعمالي وقلة احتفالي بها ، فيكون هذا على جهة المقابلة ، كما قال تعالى : الله يستهزئ بهم [ البقرة : 15 ] و ومكروا ومكر الله [ آل عمران : 15 ] وقد تقدم القول في ضحك الله تعالى ، وأنه راجع إلى الرضا .




                                                                                              الخدمات العلمية