الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4220 (6) باب استدعاء العابر ما يعبر، وتعبير من لم يسأل

                                                                                              [ 2182 ] عن سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال: " هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟ ".

                                                                                              رواه أحمد ( 5 \ 14 )، والبخاري (1143)، ومسلم (2275)، والترمذي (2295). [ ص: 29 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 29 ] (6) ومن باب استدعاء العابر ما يعبر

                                                                                              (قوله: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه ") فيه دليل على أن الإمام لا يمكث في موضع صلاته إذا فرغ منها، وقد تقدم ذلك.

                                                                                              و (قوله: " هل رأى منكم أحد البارحة رؤيا؟ ") إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم عن ذلك لما كانوا عليه من الصلاح، والصدق، فكان قد علم أن رؤياهم صحيحة، وأنها يستفاد منها الاطلاع على كثير من علم الغيب، وليبين لهم بالفعل الاعتناء بالرؤيا، والتشوف لفوائدها، وليعلمهم كيفية التعبير، وليستكثر من الاطلاع على علم الغيب.

                                                                                              و (قوله: " البارحة ") يعني به: الليلة البارحة، أي: الذاهبة، اسم فاعل من برح الشيء: إذا ذهب. ومنه قولهم: برح الخفاء، أي: ذهب. وإذا دخل حرف النفي على برح صار من أخوات كان التي ترفع الاسم، وتنصب الخبر. ووقع هذا اللفظ في غير كتاب مسلم : " هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا " بدل: " البارحة ". واستدل بعض الناس على أن ما بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس من الليل، وليس بصحيح؛ لأنه: إنما أشار لليلة البارحة، لا للساعة الحاضرة بدليل هذه [ ص: 30 ] الرواية الصحيحة التي قال فيها: " البارحة ". ومعناها: الماضية بالاتفاق، فكأنه قال: الليلة الماضية، أو المنصرمة. ولما كانت قريبة الانصرام أشار إليها، ولما كان هذا معلوما اكتفي بذكر الليلة عن صفتها، ولما كانت " البارحة " صفة معلومة لليلة استعملها غير تابعة استعمال الأسماء، وكان الأصل الجمع بين التابع والمتبوع، فيقال: الليلة البارحة. لكن ذلك جاز لما ذكرناه.




                                                                                              الخدمات العلمية