الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 453 ] [ ص: 454 ] [ ص: 455 ] ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد كان يعلم من هذا الرجل أنه لو قدمه مما يريد لطلب غيره

                                                                                                                          7430 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال : أخبرنا النضر بن شميل قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط ، فهو يكبو مرة ، وتسفعه النار أخرى حتى إذا جاوزها التفت إليها ، فيقول : تبارك الذي نجاني منها فوالله لقد أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من العالمين قال : ثم ترفع له شجرة ، فيقول : يا رب ، أدنني منها لعلي أستظل بظلها وأشرب من مائها ، قال : فيقول الله : يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكه سألتني غيرها ، فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يفعل ، وهو يعلم أنه فاعله لما يرى مما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى ، فيقول : يا رب ، أدنني منها لأستظل بظلها وأشرب من مائها ، فيقول : ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : بلى يا رب ، ولكن أدنني منها لأستظل بظلها وأشرب من مائها ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها فيدنيه منها ويعلم أنه سيسأله غيرها لما يرى ما لا صبر له عليه قال : فترفع له شجرة أخرى عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين ، فيقول : يا رب ، أدنني منها لأستظل بظلها [ ص: 456 ] وأشرب من مائها ، فيقول : ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : بلى يا رب ، ولكن أدنني منها ، فإذا دنا منها سمع أصوات أهل الجنة ، فيقول : يا رب ، أدخلني الجنة ، فيقول الله جل وعلا : أيرضيك يا ابن آدم أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ، فيقول : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين ؟ فيقول : ما أستهزئ بك ، ولكنني على ما أشاء قادر .

                                                                                                                          قال : فكان ابن مسعود إذا ذكر قوله : أتستهزئ بي ؟ ضحك ، ثم قال : ألا تسألوني مما أضحك ؟ فقيل : مم تضحك ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر ذلك ضحك .


                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية