الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 298 ] ذكر البيان بأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أمر هذا بالإطعام بعد أن عجز عن العتق ، وعن صيام شهرين متتابعين

                                                                                                                          3529 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي ، بحمص قال : حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ، قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن ، أن أبا هريرة ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إذ جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : وما لك ؟ قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، والله يا رسول الله ، قال : هل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال أبو هريرة : بينا نحن على ذلك ، أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر ، والعرق : المكتل ، فقال : أين [ ص: 299 ] السائل آنفا ؟ خذ هذا التمر فتصدق به ، فقال الرجل : على أفقر من أهلي يا رسول الله ، والله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، قال : فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه ، ثم قال : أطعمه أهلك .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية