الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
10264 4699 - (10642) - (2\511 - 512) عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما وهو يحدث، وعنده رجل من أهل البادية: " إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع، فقال له ربه عز وجل: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكن أحب أن أزرع. قال: فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، قال: فيقول له ربه عز وجل: دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء " قال: فقال الأعرابي: والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا، فإنهم أصحاب زرع وأما نحن، فلسنا بأصحابه. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


* قوله : "إن رجلا من أهل الجنة": بكسر "إن " على أنه مقول القول، لا بفتحها على أنه مفعول "يحدث"، وهو ظاهر، ولفظ البخاري: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث، وعنده رجل من أهل البادية: أن رجلا من أهل الجنة" الحديث. وهو محتمل فتح "أن" على أنه مفعول "يحدث"، ويحتمل كسرها على حكاية لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، أو على إعطاء "يحدث" حكم "يقول"، فلا وجه لجزم القسطلاني بالفتح فحسب.

* "استأذن"؛ أي: يستأذن، عبر بالماضي لتحققه.

[ ص: 294 ]

* "قال: فبذر": عطف على مقدر؛ أي: فأذن له، " فبذر" بذال معجمة؛ أي: ألقى البذر للزرع.

* "فبادر": بإهمال الدال والراء.

* "الطرف ": بفتح فسكون؛ منصوب على المفعولية.

* "نباته. . . إلخ": بالرفع؛ فاعل "بادر"؛ أي: هذه الأشياء سبقت العين؛ بمعنى: أنها حصلت قبل أن ينظر.

* "فكان"؛ أي: الحاصل بالزرع.

* "أمثال الجبال": بالنصب، ويحتمل الرفع، على أن "كان" تامة، ولا ضمير فيها.

* "دونك"؛ أي: خذه.

* "فإنه"؛ أي: الشأن.

* "لا تجده"؛ أي: هذا الحريص على الزرع.

* "وأما نحن"؛ أي: أهل البادية.

* "فضحك": لعله ضحك؛ تحسينا لاستنباطه، وأنه دقيق، أو تصويبا له كما جاء: "كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تبعثون"، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية