الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
24054 10512 - (24575) - (6\88) عن الزهري، قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت، والنبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، فأذن لها، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟ " فقالت: بلى، فقال: " فأحبي هذه " لعائشة، قالت: فقامت فاطمة، فخرجت، فجاءت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثتهن بما قالت، وبما قال لها، فقلن لها: ما أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت فاطمة عليها السلام: والله لا أكلمه فيها أبدا، فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، فاستأذنت، فأذن لها، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، أرسلنني إليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت عائشة: ثم وقعت بي زينب، قالت عائشة: فطفقت أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، متى يأذن لي فيها، فلم أزل حتى عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر، قالت: فوقعت بزينب، فلم أنشبها أن أفحمتها، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "إنها ابنة أبي بكر".

التالي السابق


* قوله: "يسألنك العدل": أي: التسوية في المحبة، أو في إرسال الناس الهدايا؛ فإن الناس كانوا يتحرون يومها بالهدايا، فأردن أن يتركوا التحري، ويرسلوا إليه الهدايا حيث كان.

* "فلم أنشبها أن أفحمتها": أي: أسكتها من ساعتها.

* "ابنة أبي بكر": أي: عاقلة كأبيها.

* * *




الخدمات العلمية