الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1623 913 - (1620) - (1 \ 186) عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : لما كان يوم الخندق ، ورجل يتترس ، جعل يقول بالترس هكذا ، فوضعه فوق أنفه ، ثم يقول هكذا ، يسفله بعد ، قال : فأهويت إلى كنانتي ، فأخرجت منها سهما مدمى ،

[ ص: 146 ] فوضعته في كبد القوس ، فلما قال هكذا ، يسفل الترس ، رميت ، فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس ، قال : وسقط ، فقال برجله ، فضحك نبي الله صلى الله عليه وسلم - أحسبه قال : حتى بدت نواجذه - ، قال : قلت : لم ؟ قال : لفعل الرجل .


التالي السابق


* قوله : "يقول بالترس " : أي : يفعل بالترس ، هو من استعمال القول بمعنى مطلق الفعل .

* "يسفله " : من التسفيل ، وهو إنزال الشيء إلى أسفل .

* "مدمى " : اسم مفعول من التدمية .

في "الصحاح " : المدمى : السهم الذي عليه حمرة الدم ، وقد جسد به حتى يضرب إلى السواد ، وكان الرجل إذا رمى العدو بسهم فأصاب ، ثم رماه به العدو ، وعليه دم ، جعله في كنانته تبركا به ، ويقال : المدمى : الذي يتعاوره الرماة بينهم ، وهو راجع إلى مما ذكرنا .

*فما نسيت " : صيغة التكلم من النسيان .

* "وقع " : - بفتح فسكون - .

* "القدح " : - بكسر فسكون - : هو السهم .

* "وسقط " : أي : الرجل .

* "فقال برجله " : أي : رفع رجله ، وفي مسلم : "وانكشفت عورته " .

* "فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم " : قال النووي : فضحك ; أي : فرحا بقتل عدوه ، لا لانكشافه .

[ ص: 147 ] * "نواجذه " : قال النووي : - بالذال المعجمة - ; أي : أنيابه ، وقيل : أضراسه .

وفي "المجمع " : رواه أحمد ، والبزار ، بنحوه ، ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن محمد بن الأسود ، وهو ثقة ، انتهى .

قلت : وأصل الحديث في مسلم .

* * *




الخدمات العلمية