الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16783 7446 - (17234) - (4\137) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب : أخبرني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة، أخبره أن عمرو بن عوف، وهو حليف بني عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، فقال: " أظنكم قد سمعتم أنأبا عبيدة قد جاء وجاء بشيء؟ " قالوا: أجل يا رسول الله. قال: " فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم " .

التالي السابق


* قوله: " و أمر ": - بالتشديد - .

* "فقدم ": - بكسر الدال - . [ ص: 158 ]

* "فوافت ": ; أي: حضرت الأنصار الذين ليس من شأنهم الحضور لبعد الدار; كأهل قباء مثلا .

* "ما الفقر": - بالنصب - على أنه مفعول مقدم، ويمكن - الرفع - على أن تقديره: أخشاه، والأول أولى; لخلوصه عن التقدير، ولموافقة المقام; فإنه يقتضي اعتبار الحصر .

* "فتنافسوها": أي: رغبوا فيها; كالرغبة في الأمر النفيس .

* "وتلهيكم ": من الإلهاء.

* * *




الخدمات العلمية