الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5812 187 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، أخبرنا عبد الله، أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثني ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ويحك! قال: وقعت على أهلي في رمضان! قال: أعتق رقبة، قال: ما أجدها، قال: فصم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، قال: فأطعم مسكينا، قال: ما أجد، فأتي بعرق، فقال: خذه فتصدق به، فقال: يا رسول الله، أعلى غير أهلي، فوالذي نفسي بيده ما بين طنبي المدينة أحوج مني، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، قال: خذه، ثم قال: أطعمه أهلك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله عن الزهري: ويلك، على ما يأتي الآن. وعبد الله هو ابن المبارك.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الصيام في باب: إذا جامع في رمضان، ولم يكن له شيء، وفي الباب الذي يليه أيضا، وفي الباب الذي قبله عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ومضى عن قريب أيضا في باب: التبسم والضحك، وتكرر الكلام فيه، ونذكر هنا بعض شيء.

                                                                                                                                                                                  فقوله: " قال: ويحك"؛ أي: ويحك ماذا فعلت؟ قال: وقعت على أهلي؛ أي: جامعتها. قوله: " فأتي" على صيغة المجهول؛ أي: أتي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعرق، بفتح العين المهملة والراء؛ وهو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور، فهو عرق وعرقة، بفتح الراء فيهما. قوله: " طنبي المدينة"؛ الطنب، بضم الطاء المهملة وسكون النون: الناحية، وأراد ناحيتي المدينة. وقال ابن التين: ضبط في رواية الشيخ أبي الحسن بفتحتين، وفي رواية أبي ذر بضمتين، والأصل ضم النون وتسكن تخفيفا، وأصل الطنب حبل الخباء، والجمع الأطناب. قال الكرماني: شبه المدينة بفسطاط مضروب، وحرتاها بالطنبين، أراد ما بين لابتيها أحوج منه. ويروى: "أفقر مني"، وهي رواية الكشميهني. قوله: " فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه"، وقد تقدم قريبا في باب: التبسم، أنه ضحك حتى بدت نواجذه، والأنياب في وسط الأسنان، والنواجذ في آخرها، والجواب بأنه لا منافاة بينهما، وأيضا قد يطلق كل منهما على الآخر. قوله: " قال: خذه، ثم قال: أطعمه أهلك" في رواية الكشميهني.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية