الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5735 110 - حدثنا إسماعيل، حدثنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن محمد بن سعد، عن أبيه قال: استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي؟! فقال: عجبت من هؤلاء اللاتي [ ص: 149 ] كن عندي لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب، فقال: أنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن فقال: يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولم تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلن: أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: أضحك الله سنك" وإسماعيل هو ابن أبي أويس، نص عليه الحافظ المزي، وقال الغساني: لعله ابن أبي أويس الأصبحي. وإبراهيم هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، وصالح بن كيسان بفتح الكاف وسكون الياء آخر الحروف وبالسين المهملة والنون، أبو محمد مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز. وابن شهاب هو الزهري محمد بن مسلم. وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى كان واليا لعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه على الكوفة. ومحمد بن سعد بن أبي وقاص يروي عن أبيه سعد، وكل هؤلاء مدنيون.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في فضل عمر، عن عبد العزيز بن عبد الله، وإسماعيل بن عبد الله فرقهما، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، وفي باب إبليس أيضا، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وعنده نسوة" الواو فيه للحال، وكذلك الواو في قوله: " فدخل والنبي يضحك". قوله: " يسألنه" أيضا حال. قوله: " عالية" نصب على الحال، ويجوز الرفع على أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: وهن عالية، و"أصواتهن" مرفوع به. قوله: " بأبي أنت وأمي"؛ أي: مفدى بهما. قوله: " إيه" بكسر الهمزة وسكون الياء وكسر الهاء: اسم الفعل، تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه، وإن وصلت نونت. قوله: " فجك" بفتح الفاء وتشديد الجيم؛ الطريق الواسع بين الجبلين، وقال ابن فارس: الفج الطريق الواسع، ولم يقيده بقوله: بين الجبلين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية