الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4721 28 - حدثني محمد بن المثنى ، حدثنا وهب ، حدثنا هشام ، عن محمد ، عن معبد ، عن أبي سعيد الخدري قال : كنا في مسير لنا فنزلنا ، فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم ، وإن نفرنا غيب فهل منكم راق ، فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ ، فأمر له بثلاثين شاة ، وسقانا لبنا ، فلما رجع قلنا له : أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي ، قال : لا ، ما رقيت إلا بأم الكتاب ، قلنا : لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما كان يدريه أنها رقية ، اقسموا واضربوا لي بسهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ; لأنه يدل على فضل الفاتحة ظاهرا ، وقد مضى هذا الحديث مطولا في كتاب الإجارة في باب ما يعطى في الرقية ، فإنه أخرجه هناك عن أبي النعمان ، عن أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه ، وهنا أخرجه عن محمد بن المثنى ، عن وهب بن جرير ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن معبد بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة وبالدال المهملة ابن سيرين أخي محمد بن سيرين ، عن أبي سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك ، مشهور باسمه وكنيته ، وبكنيته أكثر ، وبينهما تفاوت في الإسناد وفي المتن أيضا بالزيادة والنقصان ، وهناك قال أبو سعيد : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، الحديث ، وهنا قال : كنا في مسير لنا ، وهذا يدل على أن أبا سعيد كان مع النفر الذين سافروا في الحديث الذي هناك ; ولهذا قالوا إن الرجل الراقي هو أبو سعيد نفسه الراوي للحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سليم " أي : لديغ ، وكأنهم تفاءلوا بهذا اللفظ ، قوله : " غيب " بفتح الغين المعجمة وفتح الياء آخر الحروف المخففة وفي آخره باء موحدة وهو جمع غائب ، ويروى غيب بضم الغين وتشديد الياء المفتوحة ، قوله : " راق " اسم فاعل من رقى يرقي من باب ضرب يضرب ، وأصله راقي فأعل إعلال قاض ، قوله : " ما كنا نأبنه " أي : ما كنا نعلمه أنه يرقي فنعينه ، ومادته همزة وباء موحدة ونون من أبنت الرجل آبنه وآبنه إذا رميته بخلة سوء ، وهو مأبون ، والأبن بفتح الهمزة وسكون الباء التهمة ، قوله : " أو كنت ترقي " بكسر القاف ، قوله : " ما رقيت " بفتح القاف ، قوله : " إلا بأم الكتاب " وهي الفاتحة ، قوله : " لا تحدثوا " من الإحداث أي : لا تحدثوا أمرا ولا تعملوا شيئا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قوله : " أو نسأل " شك من الراوي ، فإن قلت : روى أبو داود من حديث ابن مسعود قال : كان صلى الله عليه وسلم يكره الرقية إلا بالمعوذات .

                                                                                                                                                                                  قلت : قال البخاري في صحيحه : لا يصح ، وقال ابن المديني : وفي [ ص: 30 ] إسناده من لا يعرف ، وابن حرملة لا نعرفه في أصحاب عبد الله ، وقال أبو حاتم : ليس بحديث عبد الرحمن بأس ولم أر أحدا ينكره أو يطعن عليه ، وقال الساجي : لا يصح حديثه ، وأما ابن حبان فذكره في ثقاته ، وأخرج حديثه في صحيحه ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وبقية الكلام تقدمت هناك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية