الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3756 26 - حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا للزبير يوم اليرموك : ألا تشد فنشد معك ؟ فقال : إني إن شددت كذبتم ، فقالوا : لا نفعل ، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ، ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه ، بينهما ضربة ضربها يوم بدر ، قال عروة : كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير ، قال عروة : وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ ، وهو ابن عشر سنين ، فحمله على فرس وكل به رجلا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه المطابقة تؤخذ من قوله : " يوم بدر " لدلالته على حضوره بدرا .

                                                                                                                                                                                  وأحمد بن موسى أبو العباس يقال له مردويه السمسار المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي ، والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ألا تشد " كلمة ألا للتحضيض ، وتشد من شد عليه في الحرب ، أي : حمل عليه ، والمعنى : ألا تشد على المشركين فنشد معك . قوله : " كذبتم " أي : أخلفتم . قوله : " قالوا : لا نفعل " أي : قال أصحاب رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : لا نكذب ، وقيل : معناه لا نجبن ولا ننصرف ، وقال الكرماني : يحتمل أن يكون لا ردا لكلامه ، أي : لا نخلف ولا نكذب ، ثم قالوا : نفعل ، أي : الشد . قوله : " فجاوزهم وما معه أحد " أي : من الذين قالوا له ألا تشد فنشد معك . قوله : " ثم رجع مقبلا " أي : ثم رجع الزبير حال كونه مقبلا إلى الأصحاب . قوله : " فأخذوا " أي : الأعداء من الروم بلجام فرسه . قوله : " كنت أدخل " من الإدخال . قوله : " وأنا صغير " الواو فيه للحال . قوله : " وكان معه " أي : مع الزبير عبد الله ابنه . قوله : " يومئذ " أي : يوم وقعة اليرموك . قوله : " وهو ابن عشر سنين " الواو فيه للحال ، وقوله عشر سنين بحسب إلغاء الكسر ، وإلا فسنه يومئذ كان على الصحيح مقدار اثنتي عشرة سنة . قوله : " فحمله على فرس " أي : فحمل الزبير عبد الله على فرس ، وذلك لأنه فهم منه الشجاعة والفروسية ، فخشي عليه أن يهجم بتلك الفروسية على ما لا يطيقه ، وجعل معه أيضا رجلا ليحفظه من كيد العدو غرة إذا اشتغل هو بالقتال ، وروى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك ، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية