الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2495 2 - حدثنا أبو اليمان قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال سالم : سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد ، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ، وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة ، فرأت أم ابن صياد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد : أي صاف هذا محمد ، فتناهى ابن صياد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تركته بين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه " .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الجنائز في باب : إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ، فإنه أخرجه هناك عن عبدان ، عن عبد الله ، عن يونس ، عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أن ابن عمر أخبره إلى آخره بأتم منه ، وأخرجه هنا عن أبي اليمان الحكم بن نافع ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن مسلم الزهري إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك مستوفى ، ونذكر بعض شيء لبعد العهد منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يؤمان " أي : يقصدان .

                                                                                                                                                                                  قوله : " طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم " بكسر الفاء من أفعال المقاربة ، معناه أخذ في الفعل وجعل يفعل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يتقي " خبر طفق .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهو يختل " جملة وقعت حالا وهو بكسر التاء المثناة من فوق [ ص: 196 ] أي : يطلب ابن صياد مستغفلا له ليسمع شيئا من كلامه الذي يتكلم به في خلوته حتى يظهر للصحابة أنه كاهن ، وأصل الختل الخدع يقال : ختله يختله إذا خدعه وراوغه ، وختل الذئب الصيد إذا اختفى له .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في قطيفة " هي كساء مخمل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رمرمة " بالراءين وهو الصوت الخفي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو زمزمة " شك من الراوي وهو بالزايين المعجمتين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أي صاف " يعني يا صاف وهو بالصاد المهملة والفاء المضمومة أو المكسورة أو الساكنة ابن صياد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فتناهى " قال ابن الأثير : قيل : هو تفاعل من النهي العقل أي : رجع إليه عقله وتنبه من غفلته ، وقيل : هو من الانتهاء أي : انتهى عن زمزمته .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لو تركته بين " أي : لو تركته أمه بحيث لا يعرف قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يندهش عنه بين لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم شأنه .

                                                                                                                                                                                  وقال المهلب : فيه جواز الاحتيال على المستسرين في جحود الحق حتى يسمع منهم ما يستسرون به ويحكم به عليهم ، ولكن بعد أن يفهم عنهم فهما حسيا مبينا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية