الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 164 ] باب زكاة الفطر . قوله ( وهي واجبة على كل مسلم ) هذا المذهب مطلقا ، وعليه جماهير الأصحاب ، وقطع به كثير منهم ، وقيل : يختص وجوب الفطرة بالمكلف بالصوم ، وحكي وجه : لا تجب في مال صغير ، والمنصوص خلافه .

تنبيه : مفهوم قوله " على كل مسلم " أنها لا تجب على غيره ، وهو صحيح ، وهو المذهب مطلقا . وعليه الأصحاب ، وعنه رواية مخرجة تجب على المرتد ، وظاهر كلامه : أنها لا تجب على كافر لعبده المسلم ، وهو صحيح ، وهو المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب [ ونصره المصنف في المغني . قال في الحاوي الكبير : هذا ظاهر المذهب ] وقدمه في الفروع وغيره ، وعنه تلزمه . اختاره القاضي في المجرد ، وصححه ابن تميم [ وحكاه ابن المنذر إجماعا ] وكذا حكم كل كافر لزمته نفقة مسلم ، في فطرته الخلاف المتقدم ، قال الزركشي : ينبني الخلاف على أن السيد : هل هو متحمل أو أصيل ؟ فيه قولان . إن قلنا متحمل : وجبت عليه ، وإن قلنا أصيل : لم تجب . فائدة : قوله " وهي واجبة " هل تسمى فرضا ؟ فيه الروايتان اللتان في المضمضة والاستنشاق . وقد تقدمتا في باب الوضوء ، وتقدمت فائدة الخلاف هناك .

التالي السابق


الخدمات العلمية