الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
. ( قال ) ولو فاته الظهر مع الإمام ، وأدرك العصر معه عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى لم يجمع بينهما أيضا ، وعند زفر رحمه الله تعالى يجمع بينهما ; لأن التغيير إنما وقع في العصر فإنها معجلة على وقتها ، واشتراط الإمام لوقوع التغيير فيقتصر على ما وقع فيه التغيير .

وجه قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى أن العصر في هذا اليوم كالتبع للظهر ; لأنهما صلاتان أديتا في وقت واحد ، الثانية منهما مرتبة على الأولى فكان بمنزلة العشاء مع الوتر فكما أن الوتر تبع للعشاء فكذلك العصر تبع للظهر هنا ، ولما جعل الإمام شرطا في التبع كان شرطا في الأصل بطريق الأولى ، ودليل التبعية أنه لا يجوز العصر في هذا اليوم إلا بعد صحة أداء الظهر ، حتى لو تبين في يوم الغيم أنهم صلوا الظهر قبل الزوال ، والعصر بعده لزمهم إعادة الصلاتين ، وكذلك لو جدد الوضوء بين [ ص: 17 ] الصلاتين ، ثم تبين أنه صلى الظهر بغير وضوء لزمه إعادة الصلاتين بخلاف سائر الأيام .

وعلى هذا الإحرام بالحج شرط لأداء هاتين الصلاتين حتى إن الحلال إذا صلى الظهر مع الإمام ، ثم أحرم بالحج فصلى العصر ، والمحرم بالعمرة صلى الظهر مع الإمام ، ثم أحرم بالحج فصلى العصر معه لم يجزه العصر إلا في وقتها ، وعند زفر رحمه الله تعالى يجزيه ، وفي إحدى الروايتين يشترط لهذا الجمع أن يكون محرما بالحج قبل زوال الشمس ; لأن بزوال الشمس يدخل وقت الجمع ، ويختص بهذا الجمع المحرم بالحج فيشترط تقديم الإحرام بالحج على الزوال وفي الرواية الأخرى وإن أحرم بالحج بعد الزوال فله أن يجمع بين الصلاتين ; لأن اشتراط الإحرام بالحج لأجل الصلاة لا لأجل الوقت فإذا صلى العصر راح إلى الموقف فوقف به ، ويحمد الله تعالى ، ويثني عليه ، ويهلل ، ويكبر ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويلبي ، ويدعو الله تعالى بحاجته .

والحاصل فيه أنه يقف في أي موضع شاء من الموقف ، الأفضل أن يقف بالقرب من الإمام ; لأن الإمام يعلم الناس ما يحتاجون إليه ، ويدعو فمن كان أقرب إليه كان أقرب إلى الاستماع ، والتأمين على دعائه فيكون أفضل

التالي السابق


الخدمات العلمية