الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( و ) يسن صوم ( ستة أيام من شوال ولو متفرقة فمن صامها بعد أن صام رمضان فكأنما صام الدهر ) فرضا كما في اللطائف ; وذلك لما روى أبو أيوب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { : من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر } رواه أبو والنسائي والترمذي وحسنه قال أحمد : هو من ثلاثة أوجه عنه صلى الله عليه وسلم ولا يجري مجرى التقدم لرمضان ; ; لأن يوم [ ص: 338 ] العيد فاصل وروى سعيد بإسناده عن ثوبان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { : صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك سنة } يعني أن الحسنة بعشر أمثالها ، الشهر بعشرة أشهر والستة بستين فذلك سنة كاملة والمراد بالخبر : التشبيه به في حصول العبادة على وجه لا مشقة فيه كما يأتي في صيام ثلاثة أيام من كل شهر فلا يقال : الحديث لا يدل على تفضيلها ; لأنه شبه صيامها بصيام الدهر وهو مكروه لانتفاء المفسدة في صومها دون صومه ( ولا تحصل الفضيلة بصيامها ) أي : الستة أيام ( في غير شوال ) لظاهر الأخبار وظاهره : أنه لا يستحب صيامها إلا لمن صام رمضان وقاله أحمد والأصحاب ، لكن ذكر في الفروع : أن فضيلتها تحصل لمن صامها وقضى رمضان وقد أفطره لعذر ولعله مراد الأصحاب وفيه شيء قاله في المبدع .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية